السبت، 16 يوليو 2011

جذور الثورة المصرية

كثيرة هى تلك الكتابات فى الصحف و المجلات و كذلك مواد برامج التوك شو التى تدفع باتجاه هدف واحد اُجمع عليه الا و هو  الايحاء المتعمد و الغير برئ بأن ثورة الخامس  والعشرين من يناير لا اصل و لا جذور لها ...!!! و لا مقدمات و لا تضحيات سبقتها ...!!! فلا تيارات و لا حركات و لا جماعات و لا افرادا ساهموا بجهدهم و بكل ما يملكون فى سبيل احداث التغيير المطلوب و الذى قدر له الحق تبارك و تعالى ان يكون فى شكل ثورة اذهلت العالم و على ايدى شباب نقى طاهر خرج يحمل روحه على كفه ناشدا الحرية لبلده .!

احب ان اذكر امثلة لمن ران على ذاكرته فلم يعد يذكر الا بداية من تاريخ الخامس و العشرين من يناير .. امثلة لجهود فصائل و افراد مصريين اراها مهدت مع غيرها من العوامل فى قيام ثورتنا المجيدة .

المثال الاول :- فى مايو من العام 2005 نظمت جماعة الاخوان المسلمين مظاهرات فى 26 محافظة فى بر مصر لم تشهد لها الحياة السياسية مثيلا الا فيما ندر - حملت عبأها الجماعة وحدها على الاغلب خرجت مطالبة باصلاحات تخرج البلد من حالة الانسداد السياسى التى كانت تعانيه . فدفعت الجماعة الفاتورة كاملة من اعتقال للالاف من اعضائها و جرح العشرات  و استشهاد شهيد التغيير طارق طه مهدى غنام بمظاهرة طلخا فى محافظة الدقهلية . و الذى لا يذكر احدا اسمه و حتى الحادث التى استشهد فيه بخلاف الشهيد خالد سعيد التى هزت قضيته مصر و العالم العربى و اصبح رمزا للثورة المصرية !!!
و قد قوبلت هذه المظاهرات ببرود اعلامى من حيث حجم و نوعية التغطية من الاعلام المستقل (زعما) بل  والمعارض (اسما) كذلك ..!
طبعا لا لشيئ الا كونها تخص جماعة الاخوان المسلمين .!!!


المثال الثانى :- نشأة و فعاليات حركتى كفاية و 6 ابريل التى ملأتا السمع و البصر - على قلة اعداد المنخرطين فى صفوفهما -  بكثرة تظاهراتهما الجسورة التى تحدت اجهزة الامن الباطشة انذاك فقدمت نموذج راقى على ان هذا الشعب مازال حيا و ساعدت فى زيادة الوعى لدى رجل الشارع بحقوقه و كيفية المطالبة بها ..!

هذا غيض من فيض نماذج على عمل بعض الجماعات و التيارات و الحركات التى مهمدت للثورة المجيدة ..

اما فيما يخص الافراد الذين قاموا بدورهم فى محاولة تحريك المياه الراكدة فى نهر شعب قربت مياهه ان تأسن .!
نذكر منهم على سبيل المثال كذلك لا حصرا ..
المرحوم الدكتور عبدالوهاب المسيرى الذى قدم النموذج للكاتب و المفكر و الاكاديمى الوطنى الحر الذى لا يرجو الا وجه الله ثم رفعة شأن بلده التى رأى انها ترزح تحت سطوة عصابة من المفسدين فأخذ على عاتقة ان يفضح هذا النظام فى كل موقع تواجد فيه سواء الجامعة او مقالاته او حتى الشارع الذى خرج اليه ثائرا متظاهرا كأى شاب فى العشرين من عمره برغم المرض الذى ظل ينهش صحته حتى ارداه فى نهاية المطاف ..
ظل المسيرى على العهد حتى وفاته برغم الظلم الذى وقع عليه من قبل الدولة فلم يلق التكريم و الاعتناء الذى يستحقه حتى ان نفقات علاج تلك القامة الشامخة تحملها احد اثرياء العرب فى حين تحملت خزينة الدولة مصاريف علاج العشرات من الفنانين الذى اكتظت بارصدتهم خزائن البنوك ...!

كذلك الحال بالنسبة لثائر اخر سجن و اغلقت جريدته و كذلك حزبه و تفنن النظام فى التنكيل به لا لشيئ الا لجرأته الاستثنائية فى فضح ممارسات النظام و فى القلب منه مبارك ذاته فما كان من اذناب الاخير الا ان قامت بدورها المعهود و كان اخر سجن للثائر مجدى حسين بسبب زيارته لغزة بعدما حاصرها النظام و جوع شعبها و اسلمهم لعدوهم يفعل بهم  ما يشاء .!!

تلك النماذج و غيرها ممن مهدت جهودهم لقيام ثورتنا المجيدة لا ارى لها اى ذكر فى وسائل اعلامنا و كأنه نهج متفق عليه فى ان تقطع الصلة تماما بما قبل ثورة الخامس و العشرين من يناير مادام ذلك سيصب فى صالح اتجاه فكرى معين من خلال تلميع شباب الثورة من اصحاب ذلك الاتجاه فقط .!!
ان ذكر الجهود السابقة على الثورة الى جانب جهود شبابها لهو اوقع و اكثر عقلانية فلا يعقل  ان تنب زهرة بلا جذر يضرب فى الارض ..!
فلقد كانت الجهود السابقة على الثورة للجماعات و التيارات و الحركات و كذا  الافراد بمثابة الجذر الذى ضرب فى ارض مصر لينبت بعد ذلك الزهر الذى فتح فى جناينها .




هناك 4 تعليقات:

  1. تم نشر هذا المقال على موقع حزب الحرية و العدالة الرئيسى يوم 17/7/2011

    http://www.hurryh.com/ByVisitorPen_Details.aspx?ID=65

    ردحذف
  2. طبعا لكل شيء مقدمات واسباب، ومؤكد أن الثورة سبقها الكثير والكثير..

    تحيتي

    ردحذف
  3. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  4. حياك الله اخى رشيد

    ردحذف